سفن النجاة من النار
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم : " وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً " ، و الصلاة و السلام على البشير
النذر محمد الذي قال : " إنما مَثَلي و مثل أمتي كرجل استوقد ناراً فجعلت الدواب
والفراش يقعن فيها،فأنا آخذٌ بحُجُزكم و أنتم تقحَّمون فيها- تَقتحِمون في النار
و تدخلوها- " ، أما بعد
أيها الأحبة لأنها النار التي قال عنها كعب
" والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كُشف عنها لخرج
دماغك من منخريك من شدة حرها!
فيا قوم هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا صبر؟ يا قوم إن طاعة الله أهون عليكم
والله من هذا العذاب فأطيعوه ".
و عملا بهذه النصيحة نذكّر أنفسنا و إياكم بسفن النجاة لعلنا نركبها و لسان حالنا
يقول لمن يتردد عن الإبحار معنا "يا بني اركب معنا".
السفينة الأولى
يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من مات لا يشرك بالله
شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ".
السفينة الثانية
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت" جاءتني امرأة معها ابنتان تسأل
فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل
منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلي الله عليه وسلم علينا فأخبرته،
فقال : من ابتُلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من الناس ".
السفينة الثالثة
قوله صلي الله عليه وسلم : "حُرِّم على النار كل هيِّن، ليِّن، سهل، قريب
من الناس".
السفينة الرابعة
قوله صلي الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحرمت النار
عليه: إيمان بالله، وحب الله، وأن يلقى في النار فيحرق أحب إليه من أن
يرجع في الكفر ".
السفينة الخامسة
" من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها
يراها حقاً لله عليه، حُرم على النار ".
السفينة السادسة
" من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار "
.
السفينة السابعة
" من استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار ".
السفينة الثامنة
فهي قوله صلي الله عليه وسلم"حرمت النار على عين غُضـَّت عن محارم الله
أو عين فـُقئت في سبيل الله عز وجل ".
السفينة التاسعة
فهي الحديث الصحيح: " من أُغبرت قدماه في سبيل الله حرَّمه الله
على النار ".
السفينة العاشرة
هي الحديث الرهيب الذي يقول فيه البشير النذير محمد صلي الله عليه وسلم
: "ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له
ثم ليقولن له: ألم أوتك مالاً؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً؟
فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى
إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة ".
أيها المتاجر مع الله إياك الإفلاس و كساد التجارة !! :
يقول صلي الله عليه وسلم : "المفلس يوم القيامة من يأتي بصلاة، وصيام، وزكاة
ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب
هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن
يـَقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم قـُذف في النار" .
ختاما أخي الحبيب:
إن الخطر عظيم والبدن ضعيف، والموت منك قريب، والله جل جلاله مطلع عليك
أفلا تستحِ ، إلا تـُجـِلُّه ؟ ، أم أنك تستخف بنظره إليك، و تستهين بمعصيته.
أخي الحبيب
"لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه إنه الله جل جلاله
وتقدست أسماؤه و اكتملت صفاته. فإنك لا طاقة لك بغضبه ولا قوة لك بعذابه
ولا صبر لك على عقابه، فتدارك نفسك قبل لقائه لعله أن يرحمك ويتجاوز عنك
فكأنك بالموت قد نزل بك ، وحينها لا ندم ينفعك ولا لما مضى استدراك
فلا تؤجل التوبة و عجل بها فالله يقول: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ " .
وأختم بقوله تعالى
" رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً " .